وعدد يهود فرنسا، في الوقت الحاضر (١٩٩٢) ، هو ٥٣٠ ألفاً، أي ٤% من يهود العالم وأقل من ١% من سكان فرنسا البالغ عددهم ٥٧.٣٧٩.٠٠٠ (بيَّن مصدر إحصائي آخر أن عددهم عام ١٩٩٥ هو ٦٠٠.٠٠٠) . وهذا يعني أنه لا يوجد صوت يهودي، وقد صَوَّت يهود فرنسا في انتخابات عام ١٩٨٨ للرئاسة على النحو التالي: ٤٤.٥% لميتران، و٤٤.٤% لشيراك أو ريمون بار، و٦.١% للحزب الشيوعي، و٢% لجان ماري لوبان. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد نفوذ يهودي على الإطلاق، فهو موجود إذ توجد أعداد كبيرة من يهود فرنسا أعضاءً في النخبة الحاكمة يشاركون في صنع القرار، ولكنهم لا يشاركون بوصفهم يهوداً وإنما بوصفهم فرنسيين يهوداً حققوا درجة كاملة من الاندماج، ويتضح هذا الاندماج في أشكال كثيرة من سلوكهم. كما يمارس أعضاء الجماعة نفوذاً قوياً داخل أجهزة الإعلام لا يتناسب مع نسبتهم العددية.
ومنذ عام ١٩٤٨، حجز أقل من ستين ألف يهودي أماكن للسفر من فرنسا إلى الدولة الصهيونية، وعاد منهم خمسة وعشرون ألفاً. فمعظم يهود فرنسا من أتباع الصهيونية التوطينية التي تهدف إلى توطين اليهود الآخرين، حيث يكتفي المؤمن بها بإحداث أصوات تأييد صارمة عالية، وقد يرسل بعض المال ذراً للرماد في العيون. ولكن، حتى على هذا المستوى، أثبت يهود فرنسا انصرافهم عن الصهيونية. ويظهر هذا الانصراف في أن المساعدات التي تتلقاها الدولة الصهوينة من يهود سويسرا، الذين لا يزيد عددهم على ١٩ ألفاً، أكثر من تلك التي يمدها بها يهود فرنسا الذين يقترب عددهم من ستمائة ألف، إن لم يكن قد وصل إلى هذا العدد بالفعل بحسب إحدى الإحصاءات.
وأهم المؤسسات التنظيمية للجماعات اليهودية في فرنسا هي ما يلي: