وهناك رأي يذهب إلى أن الأرقام السابقة مبالغ فيها، وأن الإحصاءات لا يمكن الوثوق بها تماماً، وهذا يعود إلى عناصر عديدة منها أن بعض المواطنين يسجلون أنفسهم باعتبارهم يهوداً أو يحجمون عن ذلك لأسباب لا علاقة لها بهويتهم الحقيقية (يهودية كانت أم غير يهودية) . وقد لوحظ، على سبيل المثال، أن عدد يهود شيلي انخفض في إحدى الإحصاءات، بنسبة ٥٠%، وربما يعود هذا إلى رغبة المتخفين في أن ينصهروا تماماً. وزاد عدد أعضاء الجماعة اليهودية في إحدى الإحصاءات في المكسيك بنسبة ٤٧%، ولعل هذا يعود إلى رغبة الكثيرين من سكان المكسيك في الهجرة إلى الولايات المتحدة وطمعهم في أن تقوم المنظمات اليهودية بتيسير هذه العملية لهم. ولذا، فقد سجلوا أنفسهم يهوداً، الأمر الذي جعل من قاموا بالإحصاء مضطرين إلى تجاهل نتائجه. ويُلاحَظ كذلك أن كثيراً من أعضاء الجماعات اليهودية دخلوا أمريكا اللاتينية أثناء الحرب العالمية الثانية بشهادات تعميد (تدل على أنهم مسيحيون) أصدرها لهم الفاتيكان ليساعدهم على الهرب من النازيين، وبعد أن دخلوا وزال الخطر آثروا ألا يعلنوا عن هويتهم اليهودية الأصلية. ولهذا، يرى بعض الدارسين أن عدد يهود الأرجنتين كان في عام ١٩٧٠ نحو ٣٠٠ ألف فحسب وأن رقم ٤٥٠ ألفاً مبالغ فيه إلى حدٍّ كبير، وأن عدد يهود البرازيل كان ١٠٠ ألف وحسب. فإذا أضفنا إلى ذلك ٤٤ ألفاً في أوروجواي، و١٨ ألفاً في شيلي، و٧٠ ألفاً في بقية أمريكا اللاتينية (يُقال إن ٣٥ ألفاً منهم في المكسيك) ، فإن المجموع الكلي يصل إلى نحو ٥٠٠ ألف وحسب. وعلى أية حال، أثبتت إحصاءات عام ١٩٨٦ ـ ١٩٨٧ التي نشرها الكتاب الصهيوني السنوي لعام ١٩٨٧ أن عدد يهود الأمريكتين «آخذ في التناقص السريع» ، فعددهم الآن لا يزيد على ٤١٨ ألفاً يوجد منهم ٢٣٣ ألفاً في الأرجنتين، أي أكثر من النصف، و١٠٠ ألف في البرازيل، و٣٠ ألفاً في أوروجواي، و٣٥ ألفاً في المكسيك، و٢٠ ألفاً في شيلي،