ويُلاحَظ أن نسبة أعضاء الجماعات اليهودية إلى شعوب أمريكا اللاتينية نسبة ضئيلة للغاية إذ يبلغ تعداد شعوب أمريكا اللاتينية نحو ٤٣٩ مليوناً. وبالتالي، فإن نسبة اليهود لا تتجاوز الآن ٠.١%، وقد تزيد النسبة أو تقل من بلد إلى آخر، فالأرجنتين التي تضم نصف يهود أمريكا اللاتينية يبلغ عدد سكانها ٣٣.٤٨٧.٠٠٠، وتبلغ نسبة اليهود فيها ٠.٦٤%، ويبلغ عدد سكان أوروجواي ٣.١٤٩.٠٠٠ نسبة اليهود فيه ٠.٧٧%، وتكاد تكون هذه أعلى نسبة في القارة بأسرها. أما البرازيل، فعدد سكانها،١٥٦.٥٧٨.٠٠٠، منه ٠.٠٦% يهود. أما شيلي، فيبلغ عدد سكانها ١٣.٨١٣.٠٠٠ نسبة اليهود فيه ٠.١١%، ويبلغ عدد سكان المكسيك ٨٩.٩٩٨.٠٠٠، منه ٠.٠٤% يهود. أما بقية بلاد أمريكا اللاتينية، فتضم جماعات يهودية يمكن إهمالها إحصائياً. فسورينام، التي كانت تضم أول جماعة يهودية، وأُسِّس فيها ما يشبه الدولة الاستيطانية المستقلة التي ثار عليها العبيد ثم اسقطوها، تضم الآن مائتي يهودي، وتضم جواتيمالا ٨٠٠، وبنما ٥٠٠٠، وهكذا.
ويُلاحَظ أن المهاجرين اليهود اتجهوا أساساً إلى الأرجنتين بالدرجة الأولى، وإلى بلاد أخرى مثل شيلي والبرازيل وأوروجواي، وهي جميعاً تقع في المخروط الجنوبي. وقد ابتعدوا عن بلاد مثل بيرو وبارجواي. وهناك عدة عناصر جذبت اليهود إلى هذه البلاد:
١ ـ أنها تتسم بوجود نسبة عالية من البيض، فنحو ٩٠% من سكان الأرجنتين من البيض، وكذا أغلبية سكان شيلي، و٩٥% من سكان أوروجواي، و٦٠% من سكان البرازيل، مقابل ١٥% في كلٍّ من بيرو وإكوادور، و٢٠% في فنزويلا.
٢ ـ تتسم كل هذه البلاد بارتفاع نسبة التعليم فيها، فنسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في الأرجنتين وشيلي وأوروجواي تبلغ نحو ٩٠%، وتشكل البرازيل استثناء، فالنسبة فيها تصل إلى ٧٠%، مقابل ٦١% في بيرو و ٢٩% في بوليفيا.