للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُلاحَظ أن أعضاء الوكالة اليهودية يحاولون تشجيع الهجرة إلى إسرائيل وجذب اليهود إليها بالحديث عن فرص العمل المتاحة وإمكانات الترقي المادي والراحة المادية المتوافرة، أي أن تجنيد المهاجرين يتم من منظور أمريكي واستناداً إلى منطق برجماتي عملي وليس إلى منطق صهيوني عقائدي. وقد استوطن كثير من الأمريكيين الضفة الغربية حيث توجد فرص اقتصادية أكثر من الموجودة وراء الخط الأخضر وحيث شيدت الدولة الصهيونية مستوطنات تتوافر فيها كل سبل الراحة. وهذا ما سميناه «الاستيطان مكيف الهواء» ، وسماه المعلق العسكري الإسرائيلي زئيف شيف «الاستيطان دي لوكس» . ومن الحقائق المهمة أيضاً أن عدد من زاروا إسرائيل للسياحة من يهود الولايات المتحدة هو ١٥% فقط. وإذا وضعنا في الاعتبار أن الأمريكيين اليهود من أكثر قطاعات المجتمع الأمريكي سفراً وسياحة لكل أنحاء العالم، لاكتشفنا أن النسبة صغيرة إلى حدٍّ كبير. ولكن يبدو أن غالبيتهم الساحقة تفضل الذهاب لجزر الكاريبي.

ومع هذا فتوجه يهود أمريكا الصهيوني التوطيني يؤثر في بعض جوانب سلوكهم السياسي. ومن المعروف أن مختلف الأقليات في الولايات المتحدة تأخذ موقفاً ليبرالياً وتصوت للحزب الديموقراطي. ولكن هذا النمط بدأ يتغيَّر بالنسبة لأعضاء الجماعة اليهودية. وقد اتضح هذا عام ١٩٧٢ حين صوت أعداد كبيرة منهم ضد ماكجفرن مرشح الحزب الديموقراطي بسبب مواقفه ضد الحرب الباردة، وسياسات التسلح، إذ كانت المؤسسة الصهيونية تعتقد أن مثل هذه المواقف قد تضر بمصالح إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>