ويُلاحَظ أن بعض المفاهيم القانونية في التلمود البابلي تعكس أثر القانون الفارسي. كما أن التلمودين مختلفان في بعض المواطن، فيُلاحظ مثلاً أن الموقف من الوثنيين في التلمود البابلي أكثر تسامحاً لأن وضع اليهود في بابل كان جيداً، فقد جاء في التلمود البابلي أن الأغيار خارج فلسطين لا يمكن اعتبارهم من الوثنيين. وبينما يُحرِّم التلمود الفلسطيني بيع أية سلع للوثنيين في الأيام الثلاثة التي تسبق أي عيد وثني، فإن علماء بابل حرموا البيع في أيام العيد الوثني وحسب.
ومن أهم التطورات التي دخلت الشريعة اليهودية ما جاء في التلمود البابلي من أن:«شريعة الدولة هي شريعتنا» ، بل قد ورد في التلمود البابلي دعاء خاص يُتلى أمام ملوك الأغيار ويطلب لهم البركة، نصه:"مبارك هو الذي منح مخلوقاته شيئاً من جلاله".
وتعود الآراء والفتاوى التي وردت في التلمود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وقد بدأت عملية جمعها وتدوينها مع القرن الثاني الميلادي، واستمرت عملية التفسير والتدوين حتى القرن السادس. وبعد اكتمال نص التلمود، استمرت الإضافات والتعليقات، حتى القرن التاسع عشر، حين أضاف إلياهو) فقيه فلنا) تعليقاته. ويمكن تلخيص ظهور التلمود وتطوُّره على النحو التالي:
السنة / الإضافات والتعليقات
٤٠٠ - ١٠٠ ق. م / الكتبة (سوفريم) يكتبون كتب المدراش بالعبرية.
١٥٠ ق. م - ٣٠ م / الأزواج (زوجوت) .
١٠٠ ق. م - ٧٠ م / الفريسيون دعاة الشريعة الشفوية.
٧٠ - ٢٠٠ / معلموا المشناه (التنائيم) ، يهودا الناسي يجمع أقوال العلماء الدينيين السابقين في المشناه المكتوبة بالعبرية.
٢٠٠ - ٤٠٠ / الشراح (أمورائيم) الجماراه الفلسطينية بالآرامية، وقليل من العبرية.