ومن أهم مجالات نشاط الأليانس، المجالان الثقافي والتعليمي حيث أسَّست شبكة تعليمية واسعة في دول البلقان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحققت تقدماً سريعاً في هذا المجال بفضل دعم البارون موريس دي هيرش الذي قدَّم للأليانس عام ١٨٧٤ مليون فرنك ذهب ثم عشرة ملايين فرنك ذهب عام ١٨٨٩. وقد تأسَّست أول مدرسة لها في مدينة تطوان بالمغرب عام ١٨٦٢ لحقتها مدارس أخرى في طنجة (١٨٦٩) ودمشق (١٨٦٥) وبغداد (١٨٦٥) وطهران (١٨٩٨) وتونس (١٨٧٨) وفلسطين. كما أسَّست مدرسة حاخامية في إستنبول عام ١٨٩٧ ومدارس في اليونان وبلغاريا ورومانيا والصرب. وفي عام ١٨٦٧، افتُتحت في باريس المدرسة الإسرائيلية الشرقية العليا لتدريب المعلمين، وقد وصل حجم الطلاب الملتحقين بمدارس الأليانس عام ١٩١٤ نحو ٤٨ ألف طالب. كما أرسل الأليانس عدة بعثات لاستطلاع أوضاع يهود الفلاشاه في إثيوبيا عام ١٨٦٨، وفي اليمن عام ١٩٠٨. وقد أُغلقت أغلب مدارس الأليانس في دول البلقان عقب الحرب العالمية الأولى ثم تركَّز نشاطها التعليمي منذ ذلك الحين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقد واجهت هذه المدارس معارضة من الجماعات اليهودية في هذه البلاد التي كانت تخشى تأثير التعليم الغربي العلماني على الحياة اليهودية التقليدية. وبالفعل، لعبت هذه المدارس دوراً مهماً في نشر الثقافة الفرنسية بين أعضاء الجماعات اليهودية في العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً في دول المغرب العربي التي خضعت للاستعمار الفرنسي والتي تم تحويل اليهود بها إلى جماعات وظيفية منفصلة ثقافياً ووجدانياً عن محيطها العربي تعمل لخدمة مصالح الاستعمار الفرنسي بالمنطقة. وفي المغرب، نجد أن إدارة الاحتلال الفرنسي، إدراكاً منها لأهمية مدارس الأليانس، عقدت معها اتفاقاً عام ١٩٢٨ تم بموجبه وضع هذه المدارس تحت إشراف إدارة التعليم العام وضمان الدعم لها. وقد وصل حجم المدارس في المغرب وحدها نحو ٤٦ مدرسة عام ١٩٣٩تضم