للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد انطلق أعضاء البيلو من الإيمان بأن حضارة أوربا لا مكان فيها لليهود، وأنه لابد من الإحياء القومي اليهودي عن طريق الهجرة إلى فلسطين والنهوض باليهود وتحويلهم إلى قطاع اقتصادي منتج عن طريق العودة للزراعة، أي أن أعضاء البيلو اكتشفوا الصيغة الصهيونية الأساسية وأضفوا عليها بعض الديباجات الشعبوية (الروسية) واليهودية. وقد قررت الجمعية تجنيد ثلاثة آلاف يهودي وتهجيرهم وجَمْع المال من أثرياء اليهود في روسيا (وفشلت في تحقيق الهدفين)

وقد تحدَّث برنامج البيلو عن تأسيس مركز سياسي للشعب اليهودي ومركز روحي لهم، أي أن الخلافات التي وسمت الحركة الصهيونية ظهرت من البداية. كما حدث خلاف آخر إذ انقسم أعضاء البيلو إلى فريقين: واحد يرى أن الاستيطان المباشر (التسللي) هو الحل الوحيد. أما الفريق الآخر فكان يرى ضرورة الحصول على موافقة الباب العالي (الصهيونية الدبلوماسية)

وقد وصل إلى إستنبول وفد يمثل الحركة وقابلوا الصهيوني غير اليهودي لورانس أوليفانت وطلبوا منه التوسط لدى السلطات العثمانية لتسمح لهم بالاستيطان. وقد بذل أوليفانت جهداً بالنيابة عنهم ولكنه لم يوفَّق في مساعيه. فاتجه ١٤ عضواً من الوفد إلى فلسطين. ورغم وصولهم ووصول غيرهم ممن هاجروا مباشرةً من روسيا، لم يزد المجموع الكلي عن الخمسين في حين أن عدد أعضاء الجمعية في روسيا كان قد وصل إلى خمسمائة. ويمكن القول بأن عام ١٨٨٢ يؤرخ لبداية الهجرة الصهيونية الاستيطانية لفلسطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>