أحد رواد فكرة الاستيطان اليهودي في فلسطين، ومؤسِّس أول جمعية تقام لهذا الغرض. وُلد في فرانكفورت وكان طوال حياته يبدي تحمساً شديداً لأفكار القبَّالاه، بل زعم أنه ينحدر من سلالة المفكر القبَّالي إسحق لوريا. وقد عمل بالتدريس حيث كان يدير مدرسة داخلية للأطفال. وفي عام ١٨٦٤، رحل إلى برلين واستقر فيها بقية حياته.
وقد تركت أحداث ثورة ١٨٤٨ في ألمانيا أثراً كبيراً في فكر لورج الذي رأى فيها برهاناً على اقتراب مقدم الماشيَّح. ومنذ ذلك الحين، تزايد اهتمامه بما يُسمَّى «البعث القومي اليهودي» حيث اعتبر أن استيطان اليهود في فلسطين يُعَد تحقيقاً للنبوءة التوراتية بالعودة إلى أرض الأجداد وتطهُّراً من رجس المنفى. وكانت نقطة البداية لتحقيق هذا الهدف ـ في نظره ـ هي إقامة منظمة تتولى تنسيق الجهود وتوفير الأموال اللازمة لدعم مشاريع الاستيطان. ولذلك، بادر عام ١٨٦٠ بتأسيس «جمعية استعمار فلسطين»(ولذا فهي تُعَدُّ أوَّل جمعية استيطانية يهودية صهيونية) ، ولم يدخر وسعاً في الدعوة لأهداف الجمعية واجتذاب شخصيات بارزة إلى عضويتها وتنظيم حملات للتبرعات. وقد اتسعت شهرة الجمعية في الأوساط اليهودية وانتشرت فروعها في عدة مدن ألمانية وانضم إليها مفكرون بارزون من أمثال يهودا القلعي وموسى هس وديفيد جوردون فضلاً عن تسفي كاليشر، الذي تولت الجمعية نشر كتابه البحث عن صهيون (١٨٦٢) . كما نجح لورج في التصدي لحجج خصومه، وعلى الأخص في أوساط الذين استوطنوا في فلسطين لدوافع دينية.