للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أصبح بنسكر زعيم جمعية أحباء صهيون ودُعي إلى مؤتمر كاتوفيتش ١٨٨٤، وانتُخب رئيساً للجمعية. ولكن حينما نشبت بعض الخلافات داخل الجمعية، قدَّم استقالته عام ١٨٨٧ ثم سحبها خشية أن تسيطر العناصر اليهودية الأرثوذكسية، تحت قيادة موهيليفر، على الجمعية. وقد استقال ثانيةً عام ١٨٨٩ إثر اختيار قيادة جديدة للحركة، ولكنه عاد مرة أخرى بعد سماح السلطات الروسية بإنشاء لجنة أوديسا. وخلال رئاسته، تمكنت الجمعية من جَمْع بعض الأموال لإقامة مستعمرات في فلسطين، ومهدت السبيل أمام الاستيطان الصهيوني، كما تأسست في روسيا «جمعية تقديم المساعدات للمستوطنين الزارعيين وأصحاب الحرف اليدوية اليهود في سوريا وفلسطين» التي كانت تُعرف بلجنة أوديسا.

وقد زار بنسكر باريس وأقنع روتشيلد بمساعدة الاستيطان اليهودي، ونظراً لأن الأموال التي جمعتها جماعة أحباء صهيون كانت قليلة جداً (فهي لم تكن حركة جماهيرية) ، فإن معظم المستوطنات كانت في نهاية الأمر قد أصبحت تابعة لروتشيلد. كما أن بنسكر تابع مشاريع البارون موريس دي هيرش لتوطين اليهود الروس في الأرجنتين باهتمام شديد.

ويُعَدُّ بنسكر مفكراً صهيونياً أكثر من كونه منفذاً للمشروع، وصهيونيته هي من النوع الذي يُطلق عليه «الصهيونية العملية» أي «التسللية» ، كما أن أسلوبه وأفكاره يشبهان أفكار وأسلوب هرتزل إلى حدٍّ كبير، لكن هرتزل قد دوَّن في مذكراته أنه لم يطَّلع على كتابات بنسكر. ولعل الفارق الأساسي بينهما هو مدى إدراك حتمية الاعتماد على الإمبريالية، إذ كان بنسكر يتحرك داخل وهم الانعتاق الذاتي التسللي.

حاييم لورج (١٨٢١-١٨٧٨ (

Chaim Lorje

<<  <  ج: ص:  >  >>