للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الخطة الأكثر خطورة فهي خطة متتياهو دوربلس الرئيس الثاني لقسم الاستيطان في الوكالة اليهودية، وترمي خطته إلى بناء ١٠ ـ ١٥ مستوطنة سنوياً لاستيعاب ١٠٠ ـ ١٥٠ ألف مستوطن خلال ٥ سنوات. واستهدفت هذه الخطة إقامة المستوطنات بين المدن والتجمُّعات العربية وأن تكون المستوطنات كتلاً متراصة عن طريق الاستيطان المُختلَط بما يسمح بتعدد أنماط الإنتاج بين صناعي وزراعي وخدمات، وذلك بهدف جعل قيام دولة غير يهودية في الدولة مهمة مستحيلة واقعياً. وقد ركَّزت خطة الليكود على الضفة وغزة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد لتلافي احتمال إخلاء مستوطنات منهما كما حدث في سيناء. وتم تكثيف الاستيطان في القدس الشرقية، وبخاصة بين الأحياء العربية لتحويلها إلى جزر صغيرة في بحر المستوطنات الصهيونية.

وفي عهد الليكود ١٩٧٧ ـ ١٩٨٤ تم في الأربعة أعوام الأولى فقط إقامة ٥١ مستوطنة أخرى، ووصل عدد المستوطنين فيها في تلك الفترة إلى ٤٥ ألف مستوطن بحلول عام ١٩٨٤وكان ذلك في الضفة، باستثناء القدس. كما أُقيمت بقطاع غزة خمس مستوطنات في تلك الفترة تركزت في فترة الثمانينيات. وفي عام ١٩٨١ قرَّر الكنيست ضم الجولان. وفي فترة حكم الليكود تأسَّست ٩ مستوطنات وبلغ عدد المستوطنين في الجولان ٨٠٠٠ مستوطن. وفي هذه الفترة بدأت الأصوات تتعالى داخل إسرائيل لاستيطان وتهويد أراضي الجليل التي أصبحت ذات أغلبية عربية. وابتداءً من عام ١٩٧٧، شرع الكيان الصهيوني في عملية تهويد واسعة للجليل الغربي تضمنها مشروعا كل من فايتس (١٩٧٧ ـ ١٩٩٢) ، ومشروع دروبلس (١٩٧٩ ـ ١٩٨٤) وهما مشروعان للتوطين، كان يهدف أولهما إلى تعزيز الاستيطان في مناطق الجليل والنقب وغزة، أما الثاني فكان يهدف إلى تعزيز الاستيطان بإقامة ٣٠ نقطة مراقبة استيطانية في الجليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>