وتهدف هذه الجريدة إلى تفسير تناقص الهجرة إلى الكيان الصهيوني على أساس أن إسرائيل في حكم بيجين لا تمثل مركز جاذبية بالنسبة ليهود العالم، وذلك على عكس الحكومة العمالية. ومن الواضح أن انخفاضاً حاداً قد حدث بالفعل لحجم الهجرة اليهودية عام ١٩٨٠ (٢٠.٤٢٨) ثم ازداد ذلك تدنياً عام ١٩٨١ (١٢.٥٩٩) ، وهو أدنى رقم يُسجَّل منذ ٢٩ عاماً (إذ سجَّل عام ١٩٥٣ أدنى رقم في تاريخ الهجرة حيث بلغ ١١.٥٧٥ مهاجر) . ومع هذا، يُعَدُّ رقم عام ١٩٨١ أكثر تدنياً بالنسبة لعدد السكان اليهود في فلسطين المحتلة حيث كان لا يتجاوز المليون عام ١٩٥٣، ثم اقترب من الأربعة ملايين عام ١٩٨١.
وتبيِّن أرقام عامي ١٩٨٢ و١٩٨٣ أن النمط نفسه مستمر. وقد سجل عام ١٩٨٤ ارتفاعاً نسبياً بسبب هجرة يهود الفلاشاه، ثم عادت الأرقام للهبوط عام ١٩٨٥.
إن عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين المحتلة (حتى بداية هجرة اليهود السوفييت عام ١٩٨٩) كان آخذاً في التناقص ولا شك. ولكن هذا التناقص في الهجرة لا يمكن تفسيره على أساس وجود الليكود في الحكم وجود المعراخ العمالي في المعارضة، فثمة فترات عديدة امتدت لعدة سنوات تدنت فيها الهجرة وكانت الأحزاب العمالية أثناءها هي الأحزاب الحاكمة، مثل الفترة من عام ١٩٥٢ إلى ١٩٥٤، والفترة من عام ١٩٦٥إلي ١٩٦٨ (وهي الفترة التي سبقت العدوان الصهيوني عام ١٩٦٧ والتي تلته) . ويُقال إن تدنِّي الهجرة في ذلك الوقت كان حاداً إلى درجة أن صافي الهجرة كان سلبياً. ويرى بعض المحللين السياسيين أن ذلك كان أحد الأسباب التي دفعت العدو الصهيوني لشن العدوان على مصر والأردن وسوريا.