ما دام ٨٠% من المستوطنين الصهاينة يعيشون في ١٢% من مساحة إسرائيل، فأين يعيش الـ ٢٠% الآخرون؟ ـ تشير البيانات الإحصائية إلى أن معظمهم يعيش في المدن، ولكنها مدن ريفية غير متلاصقة. فهناك ٥٨٦ ألف مستوطن يقطنون حوالي عشر مدن ريفية. ويبقى ٢٩٨.٦٠٠ يهوديّ يعيشون في الريف. وهؤلاء هم الذين ينتفعون بالأرض الفلسطينية.
الأمر المثير الذي تدل عليه هذه الأرقام أن ٢٩٨ ألفاً و٦٠٠ مستوطن فقط يفلحون ١٧ مليوناً و٤٤٥ ألف دونم من الأرض. وهذه المساحة هي وطن ٤ ملايين و٦٤٦ ألف لاجئ فلسطيني، وأرضهم وإرثهم التاريخي!
إن إسرائيل تعاني من انخفاض الكثافة السكانية اليهودية في الأقاليم الستة الجنوبية، وتكاد تلك الكثافة تكون معدومة في الجنوب. وقد فشلت المحاولات الإسرائيلية المكثفة لنقل المهاجرين إلى تلك المناطق. وعندما أُجبروا لدى وصولهم على السكن في الشمال والجنوب، فإنهم نزحوا إلى الوسط بعد فترة التأقلم. واستبدلوا بهم مهاجرون جدد لا يعرفون البلاد، ولم يتمكنوا من تحديد أفضليتهم.
إن مناطق الكفاف السكاني في إسرائيل التي تتمدد بين الشمال والجنوب تستوعب كل العرب الموجودين في إسرائيل، إضافة إلى العشرين في المائة من اليهود الذين يعيشون خارج منطقة الوسط، كما أنها تستوعب أيضاً كل اللاجئين العائدين إلى وطنهم.
وعدد هؤلاء جميعاً ٦ ملايين ونصف مليون نسمة، نرشح لإقامتهم مساحة قدرها ١٨ ألفاً و٣٥٠ كيلو متراً مربعاً، بكثافة ٣٥٨ شخصاً لكل كيلو متر مربع، وهي كثافة معقولة جداً، أقل من الكثافة السكانية الكلية في ٢٢ إقليماً من أصل ٣٦.