للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَوْمَ السَّبْتِ، وَيَسُدُّونَ عَلَيْهَا الْمَسَالِكِ، وَيَقُولُونَ: (إِنَّمَا مُنِعْنَا مِنَ الاصْطِيَادِ يَوْمَ السَّبْتِ فَقَطْ، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ الاصْطِيَادَ في سَائِرِ الْأَيَّامِ) (١) وَهَذِهِ صُورَةُ الذَّرَائِعَ.

وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ * قَوْلَهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢)، فَوَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْ هَذَا أَنَّهُ (٣) مَنَعَ جَمِيعَ (٤) الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُولُوا: (رَاعَنَا) لِمَا كَانَ الْيَهُودُ يَتَوَصَّلُونَ بِذَلِكَ إِلَى سَبِّ (٥) النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَنَعَ مِنْ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَقْصِدُونَ بِهِ مَا مُنِعَ مِنْ أَجْلِهِ (٦).

وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ * (٧) أَيْضًا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهَ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: (الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ)، ثُمَّ قَالَ: (احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ) (٨)، لِمَا رَأَى مِنْ


(١) أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٧٩٦. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٧/ ٣٠٥. فتح القدير للشوكاني: ٢/ ٢٥٧.
(٢) آية ١٠٤ من سورة البقرة.
(٣) (فوجه الدليل من هذا أنه) ساقط من: ن.
(٤) (جميع) ساقط من: م.
(٥) م: سبه.
(٦) أحكام القرآن لابن العربي: ١/ ٣٢. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٢/ ٥٧. فتح القدير للشوكاني: ١/ ١٢٤.
(٧) ما بين النجمتين ساقط من: ت. وفي م: تأخير الآية وتقديم الحديث.
(٨) هي أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية، أول أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد خديجة بنت خويلد، وهي التي وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها بعدما أسنَّت. لها أحاديث، خرج لها البخاري، وحدث عنها ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري، توفيت في آخر خلافة عمر سنة ٥٤ على الأصح.
انظر ترجمتها في:
طبقات ابن سعد: ٨/ ٥٢ - ٥٨. المعارف لابن قتيبة: ١٣٣، ٢٨٤. الاستيعاب =

<<  <   >  >>