للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من فوائد الآيات الكريمة]

الْفَائِدَةُ الأُولَى: يَجُوزُ أَنْ يُشتقَّ المَهْرُ مِنَ الأب، وَهَذَا فِي حقيقته عَائِدٌ عَلَى الْبِنْتِ؛ لِأَنَّهَا حَصَلَتْ لها فائدة، وهي أنها تَسْلَم مِن رَعْي الغَنم، والتعب فيه.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: قَوْلُهُ تعالى: {أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ} هو وعد، وليس عقدًا، وَالدَّليلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُه: {أُرِيدُ} والمُريدُ للشيء قد يَفْعَلُهُ، وَقَدْ لَا يَفْعَلُهُ، لَكِنْ قَوْلُهُ {ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ} يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَبِل أَنْ يُزَوِّجَهُ.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: قَوْلُهُ تعالى: {هَاتَيْنِ} يفيد أنهما حاضرتان، لِئَلَّا يَظُنَّ أَنَّ هناك مَنِ البنات غَيْرَ هَاتَيْنِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: فِي قَوْلِهِ تعالى: {عَلَى مَا نَقُولُ} تقدِيم المعمول يَدُلُّ عَلَى الحَصر، مَعَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وكيل، وَهَذَا أَبْلَغُ فِي المُحَافَظَةِ عَلَى الْعَقْدِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَوْ لَمْ يَكُنِ اللَّه وكيلًا لَكان وكيلًا عَلَى مَا نَقُولُ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: فِي قَوْلِهِ تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} يُستفاد بَيَانُ أَنَّ مَشُورة الْإِنْسَانِ عَلَى أَبِيهِ لَا تَعُدَّ مِن التَنَقُّصِ له.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: تلطُّف هَذِهِ المَرْأَةِ فِي مُخَاطَبَةِ أبيها، لقولها: {يَاأَبَتِ}، وَلِهَذَا قَالُوا: لَا يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُنَادِيَ والده باسمه، كَأَنْ يَقُولَ مثلًا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: إذا نادَى أباه باسمه يُعَزَّر؛ لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الِاحْتِقَارِ لَهُ، وأمَّا الْخَبَرُ عَنْهُ باسمه، فَلَا بَأْسَ مِثْل أَنْ يَقُولَ: قَالَ فُلَانٌ، فَلَا حَرَجَ، ولهذا كثِيرًا مَا نسمع فِي الْأَحَادِيثِ أنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وهَذَا لَا بَأْسَ بِهِ، بخلاف النداء، فالنداء لَهُ حَالٌ، والخبر لَهُ حَالٌ أخرى.

<<  <   >  >>