قوله تعالى:{وَلَوْلَا} هنا تكررت مرتين، وَفي كلّ مَوضع لها معنى يختلف عن المعنى في المَوضع الآخَر، الأول قال:{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ} الضَّمير يَعود عَلَى قرَيش: أَهل مَكَّةَ، وإصابة الشَّيْء بمعنى نُزوله، أي: تنزل به مُصيبة، والمراد بالمُصيبة هنا العُقوبة؛ بسبب كُفرهم، و (لَوْلَا) حَرْفُ امتناعٍ لوُجُود، و (أَنْ) وما دَخَلَتْ عَلَيه في تأويل مَصْدَرٍ مبتدأ، وجواب (أَنْ) محذوف كما يُقَدِّرُه المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ، وقوله:{بِمَا قَدَّمَتْ} أي: بسبب، و (مَا) اسمٌ موصول، أي: بسبب الذي قَدَّمَت أيديهم، والمراد بـ {أَيْدِيهِمْ} أنفسُهم، أي: بما قَدَّمُوه، وعَبَّر باليد عن النفس؛ لأنَّ اليَدَ في الغالِب هي آلة العَمَل.