الأشُدُّ قيل: إنه ثلاث وثلاثون سَنة، وقيل: ثلاثون سَنة، وقيل: قريبًا مِن أربعين، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يقول:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً}[الأحقاف: ١٥]، فدل هَذَا عَلَى أَنَّ بلوغ الأشُدِّ غيرُ الأربعين؛ لِأنَّهُ قَالَ:{بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} عَلَى أَنَّهُ يَحْتَمِلُ انَّ بُلُوغَ الْأَشُدِّ معناه كمالُ العقل، ولا يُنافي أن يكون كَمَالُ الْعَقْلِ عند تمام الأربعين.
قوله تعالى:{وَاسْتَوَى} أي: بمعنى: كَمَل، والاستواء فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بمعنى: الكمال، ومنه قولهم: استوت الثمرة، أي: كَمَلَت، وهو فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبه، ولكنه إذا عُدِّي بـ (إلى) فهو بمعنى: القَصْد، وإذا عُدِّي بـ (على) فهو بمعنى: العُلُوِّ والاستقرار؛ لأن ذلك هو الكمال.