قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ}، وقوله:{وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ليس فيها تكرار؛ لأن مَن كَانَ في الجانب قد يرى، وَقَد لَا يرى، وَلهَذَا قَالَ:{وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.
فإذا قَالَ قَائل: لماذا لم يقتصر عَلَى قَوله: {وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}؟
قلنا: لأن الإنسَانَ قَد يُشاهد مِن بُعد، ولكن قليل، فهنا تضمن أنَّه قريب وأنه شَاهَد، ففرقٌ بين أَن نَقولَ: ما كنتَ شاهدًا، أي: ما كنتَ حاضرًا مشاهدًا بِعَيْنِك، ولو كنت بعيدًا، ولهذا لَيسَ في الآيَة الكَرِيمَة تَكرار، ولكن فيها شَيْءٌ مِنَ التوكيد، يعني: لا حَضرَ، ولا نَظَر، فيكون ما أَخبَر به عن ذلك مِن بَاب الوحي، لا مِن بَاب المشاهدة، ولا مِن بَاب السماع، ولكنَّه وحيٌ أُوحِيَ إليه.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَةُ الأُولَى: تقرير رسالة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وذلك بما أخبر به عن هَذِهِ الوقائع الَّتي لَيسَ حاضرًا فيها، ولا شاهدًا.