وقوله تعالى:{هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} الجملة اسمية، دَالَّة عَلَى أَنَّهم هُم في ذَلكَ الوَقتِ لَا يمكن أَبَدا أن يستحسن مَا فَعَلوه، أو يُقَرَّبوا، بل إنهم في ذَلكَ الوَقتِ مِن المقبوحين المُبْعَدِين الذين يفضحُهم كُلُّ مَن ذَكَرَهُم، فَلَا يمكن لأَحَد أَنْ يُقَرِّبَهم.
الأمر الثَّاني: العارُ الَّذي لحِقَ بِمَن لَعَنَهُم، تلك اللعنة التي لحِقَتْهُم إلى يَومِ القيَامَة؛ لقوله:{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
الأمر الثالث: أنهم يَومَ القيَامَة لَا يمكن أَبَدا أَنْ يَكونوا مِنَ المحمودين المقَرَّبين، بَل هُم مِنَ المقبوحين المطرودين المبعدين.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنَّ عُقوبة آل فرعَونَ كانت ممتَدَّة إلى يَومَ القيَامَة بالذكرى السيّئَة لهم، لقوله تعالى:{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}؛ فإن كُلَّ مَن ذَكَرَ آل فرعَونَ يذكُرهم بالسُّوء، والبغض، والكراهية.