قوله تعالى:{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ}، والحق -كما ذكرنا- هو الشَّيْء الثابت، وأنّه فيما يُقابِل الأوامِرَ هُو العَدْل، وفيما يُقابِل الأخبارَ هُو الصِّدق، والمرادُ بالحق هنا -كَمَا قَالَ المُفَسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ-: محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكأنَّه عَدَلَ به عَن المعنى الظَّاهر مِن أَجْل قوله:{لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}.
{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ} هَذَا الحَقّ {مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}، فكأنَّ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ عَدَل عن معنى الحق الظاهر إلَى أَنْ تَكون محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- في هَذَا، ولكن الصَّواب أنَّ المرادَ بالحق الوحيُ الذي نَزل على محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَلهَذَا قَالَ: