قوله تعالى:{الْقَوْلَ} يقول المُفَسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [هُوَ القُرْآنُ]، ولعله أَعَمُّ مما قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ، فالمراد بـ {الْقَوْلَ} أي: قولنا، فَاللَّهُ تعالى مَا يزال يُنَزِّل لعباده مِن قَولِه وَوَحْيِه ما تَصْلُح به أُمُورُهم، حتى وَصَلَت الغايةُ إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقُرْآن.
فَيَكون المَعنَى: أنَّ اللَّهَ تعالى مَا ترَكَهُم هكذا، بل ما زالت أقوالُه تصل إلَى الخَلق، وتُبَيَّنُ لهم.
قوله تعالى:{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}: (لَعَلَّ) هنا للتَّعلِيل، أي: لأجْلِ أَنْ يتذَكَّروا، والتذكُّر بمعنى ذِكْرِ الشَّيْء، لَكن لَا لمجرد الذِّكر، ولكن للاتِّعَاظِ به.
ولهذا فالمُفَسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ دائما يُفَسِّر {يَتَذَكَّرُونَ} بلازمهِ، وهو الاتِّعاظ، وإلا فأصلُ التَّذَكُّر: تَذَكَّرْتُ الشَّيْءَ، أي: كنتُ منه على ذِكْرٍ، لكن هناك لازم، وهو الاتعاظ.