للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزوجتين، إِذَا كَانَتْ للإنسان زوجتان، وَأَرَادَ أَنْ يَقْسِمَ بينهما؛ فَإِنَّ مَدَارَ القَسْم عَلَى اللَّيْلِ لمن مَعاشُه فِي النَّهَارِ، والنهارِ لمن مَعاشُه فِي اللَّيْلِ، فإذا أشكل علينا الأمرُ، فالعِماد هُوَ اللَّيْلُ؛ لِأَنَّهُ مَحَلُّ السكن.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أَنَّ اللَّيْلَ هُوَ مَحَلُّ السكن، والسكون فيه بالنوم والراحة أَفْيَدُ للبَدَن مِنْ ذَلِكَ فِي النَّهَارِ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ الأسباب؛ حَيْثُ قَالَ: {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} لتطلبوا، فالرزق لَا يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ وينزل، بَلْ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ طَلَب، وإِذَا لَمْ تَفْعَلْ هَذَا السَّبَبَ الَّذِي تَحْصُلُ به على الرزق، لَمْ يَحْصُلِ الرزق؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حكيم رَبَطَ الأسبابَ بِمُسَبِّبَاتِها.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أَنَّ الرِّزْقَ مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وفضلٌ وعطاء، وهذا مأخوذ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}، فليس حاصلًا بمجرد كَدِّ الإنسان وكَدْحِه، فَكَمْ مِنْ إنسانٍ يَكَدُّ ويَكْدَحُ، وَمَعَ ذَلِكَ يَكُونُ رزقه ضيقًا! وَكَمْ مِنْ إنسان يفعل أسبابًا أَقَلَّ مِمَّا فَعَلَهُ الأول، ثم يُوَسَّعُ لَهُ فِي الرِّزْقِ.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أهمية الشكر، لقوله: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ ذَا بصيرةٍ فيما سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ، حَتَّى يشكُرَ اللَّه عليه؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، فنأخذ مِنْ هَذَا عِبرةً نتوصل بِهَا إِلَى شُكر اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ذَلِكَ.

* * *

<<  <   >  >>