فهذا يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الأخلاق تكون بالتخَلُّق، وتكون بالجِبِلَّة، والجِبِلَّة أثبتُ.
وَلِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَلْ جَبَلَكَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا"؛ لأن التخلُّق قد ينسى الإِنْسَان أحيانًا، ولا يَتَخَلَّق، وَيَكُونُ عَلَى جِبِلَّتِه، لكن الجِبِلَّة لَا شَكَّ أنها أكملُ، وإنما يمكن للإنسان بالتَّعَوُّد والتَّخَلُّق عَلَى الشَّيْءِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خُلقًا له.
(١) أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب فىِ قبلة الرجل، رقم (٥٢٢٥)، وأصل الحديث عند مسلم: كتاب الايمان، باب الأمر بالإيمان باللَّه ورسوله، وشرائع الدين، والدعاء إليه، رقم (١٧).