للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر السرَّاج، والمبارك بن الطيوريّ، وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.

قال: وُلِدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة.

قال الخطيب١: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له، وأحسنهم معرِفةً به، لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخطّ، صحيح النقل، حدَّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا.

وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه، ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات، وكان -رحمه اللَّه- يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.

وذكر لي أنَّ عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرَّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد ابن عليّ.

قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتب عنِّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتّى توفِّي بها في جُمَادى الْآخرة، وقد نيّفَ على السِّتين.

وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه.

وقال غيث بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصُّوريّ.

وقال عبد المحسن البغداديّ الشيميّ: ما رأينا مثله، كان كأنّه شُعْلة نارٍ بلسانٍ كالحسام القاطع٢.

وقال السِّلفيّ: كتب الصُّوريّ صحيح البُخاريّ في سبعة أطباقٍ من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.

قال: وذكر أبو الوليد الباجيّ في كتاب فِرق الفُقهاء قال: حدَّثني أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الورّاق -وكان ثِقةً متقنًا- أنَّه شاهد أبا عبد اللَّه الصُّوريّ، وكان فيِهِ حُسْنُ خُلقٍ ومِزاحٍ وضحِك، لم يكن وراءه إِلَّا الدّين والخير، لكنَّه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكُن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السَّمت، فقرأ يومًا جزءًا


١ في تاريخ بغداد "٣/ ١٠٣".
٢ تاريخ بغداد "٣/ ١٠٣".