للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي يَقُولُ: سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال: كنت بمكَّة أتردّد في المذاهب، فرأيت النبيّ -صلّى اللَّه عليه وسلم- فقال: عليك باعتقاد ابن الصابونيّ.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصّالح محمد بن عبد الحميد الأَبِيَوَرْدِيّ عن الْإِمام أبي المعالي الجوينيّ أنّه رأى في المنام كأنَّه قيل له: عُد عقائد أهل الحقّ، قال: فكنت أذكرها؛ إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أنِّي أسمعه من الحق -تبارك وتعالى- يقول: ألم تقل إنَّ ابن الصّابونيّ رجل مسلم؟ قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الْإِمام أبي الحسن عبد الرَّحمن بن محمد الدّاووديّ:

أودى الْإِمام الحَبْرُ إسماعيلُ ... لَهْفي عليهِ ليس منه بديلُ

بكتِ السّماء والَأرض يوم وفاتِهِ ... وبكى عليه الوحْيُ والتَّنْزِيلُ

والشّمس والقمر المُنِيُر تَنَاوَحَا ... حُزْنًا عَلَيِهِ وللنُجومِ عَوِيلُ

والَأرضُ خاشِعةٌ تبكِّي شجوَها ... ويلي تُوَلوِلُ: أَيْنَ إسماعيلُ؟

أين الْإِمامُ الفَرْدُ في آدابه ... ما إنْ له في العالمَينَ عَدِيلُ

لَا تَخْدَعَنْك مُنَى الحياة فإنها ... تلهي وتنسي والمنى تضليل

وتأهبت للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فالمَوْتُ حَتْمٌ والبَقَاءُ قَليلُ١

حرف الحاء:

٣١٤- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ٢:

أبو عامر النَّسَويّ النّحَويّ الزَّاهِد الشّاعِرْ، وصنَّف الدّيوان المعروف، كان كثير التّطواف، جمَّ الفوائد، دائم العبادة والصّوم والتّهجُّد، يقال: أنّه من الأبدال.

ترجمه عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ وقال: سمع بالعراق وأصبهان، وذهب أكثر سماعه إِلَّا من جزءٍ من "مَسْنَد أبي يَعْلى الموصليّ"، سمعه من أبي بكر بن المقريّ، وأجزاءٌ أخر عن شيوخ.


١ مختصر تاريخ دمشق "٤/ ٣٦٥".
٢ الأنساب "١٠/ ٢٦٣، ٢٦٤"، والمنتخب من السياق "١٨٤، ١٨٥".