للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السُّلطانية"١، و"قوانين الوزارة وسياسة الملك"٢، و"الإقناع في المذهب" وهو مختصر.

وقيل: إنَّه لم يُظْهِر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلمَّا دَنَت وفاتُهُ قال لمن يثق به: الكُتُب الّتي في المكان الفُلانيّ كلها تَصْنِيفي، وإنَّما لم أُظْهِرها لَأنّي لَمْ أَجِدْ نِيَّةً خالِصَة، فإذا عايَنْتُ الموت ووقعْتُ في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضتُ عليها وعصرتُها، فاعلم أنَّهُ لم يُقْبَل منِّي شيءٌ منها، فاعمد إلى الكُتُب والْقها في دِجْلَة، وإن بسطت يدي ولم أقبضْ على يدك، فاعلم أنَّها قُبِلت، وأنِّي قد ظفرْتُ بما كنتُ أرجوه من اللَّه.

قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنّها علامة القبول، فأظهرتُ كُتُبُه بعدَه.

قلت: آخِر من روى عَنْه أبو العز بن كادش.

وقال ابن خَيْرُون: كان رجُلًا عظيم القدر، متقدِّمًا عند السُّلطان، أحد الأئمَّة، لهُ التَّصانيف الحِسَان في كل فنٍّ من العلم، بينه وبين القاضي أبي الطَّيّب في الوفاة أحد عشر يومًا٣.

قال أبو عَمْرو بن الصّلاح -رحمه اللَّه: هو متَّهم بالْإِعتزال، وكنتُ أتأوَّل له وأعتذِر عنه، حتّى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم.

قال في تفسيره في الأعراف: لَا يُساء عبادة الأوثان.

وقال في قوله: {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} [الأنعام: ١١٢] على وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثّاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم.

قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضَّرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل، تدسيسًا وتلبيسًا.

وكان لَا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يُحْذَر، بل يجتهد في كِتْمان موافقته لهم، ولكن لَا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر٤.


١ ويسمَّى: "الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية".
٢ في سير أعلام النبلاء "١٨/ ٦٥": "قانون الوزارة".
٣ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "٣/ ٣٠٣".
٤ طبقات الشافعية الكبرى "٣/ ٣٠٤".