للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غرق قلج بالخابور:

ثمّ سار قلج أرسلان ليحارب جاولي، فالتقوا في ذي القِعْدة فحمل قلج أرسلان بنفسه، وضرب يد صاحب العِلْم فأبانها، ووصل إلى جاولي فضربه بالسّيف. فقطع الكُزَاغَنْد١ فقط. وحمل أصحاب جاولي عَلَى الآخرين فهزموهم فعلم قلج أرسلان أنّه مأسور، فألقى نفسه في الخابور، وحمى نفسه مِن أصحاب جاولي، فدخل بِهِ فَرَسُه في ماءٍ غميق، فغرق، وظهر بعد أيّام، فدُفن ببعض قرى الخابور٢.

تملُّك جاولي المَوْصِل:

وساق جاولي إلى المَوْصِل، ففتح أهلها لَهُ وتملكها، وكثُر رجاله وأمواله، ولم يحمل شيئًا مِن الأموال إلى السّلطان. فلمّا قِدم السّلطان بغداد لحرب صَدَقة جهّز عسكرًا لحرب جاولي، وتحصّن هُوَ بالموصل وعَسَف وظَلَم، وأهلك الرعيّة٣.

دخول مودود المَوْصِل:

ونازل العسكر المَوْصِل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة مِن بعض أهله، ودخلها الأمير مودود، وأمن النّاس، وعَصَت زَوْجَة جاولي بالقلعة ثمانية أيّام، ثمّ نزلت بأموالها٤.

أخذ جاولي بالِس:

وأمّا جاولي فإنّه كَانَ في عسكره بنواحي نَصِيبّين. وجَرَت لَهُ أمور طويلة، وأخذ بالِس وغيرها، وفتك ونهب المسلمين٥.

وقعة جاولي وصاحب أنطاكية:

ثمّ فارقه الأمير زنكي بْن أقسُنْقُر، وبكتاش النّهاونْديّ، وبقي في ألف فارس،


١ الكزاغند: كلمة فارسية وهو المعطف القصير يلبس فوق الزردية.
٢ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٢٩، ٤٣٠"، والعبر "٤/ ٣".
٣ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٥٧، ٤٥٨"، وتاريخ الزمان "١٣٠"، والعبر "٤/ ٣".
٤ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٥٨"، ٤٥٩"، وتاريخ مختصر الدول "١٩٩".
٥ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٥٩".