للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة مِن الفرنج، وستّمائة مِن عسكر حلب، فانهزم جاولي لمّا رَأَى تقلّل عسكره، وسار نحو الرحْبة، وقُتِل خلْقٌ مِن الفريقين١.

صفْح السّلطان عن جاولي:

ثمّ سار جاولي إلى باب السّلطان، وهو بقرب إصبهان، فدخل وكَفَنُه تحت إبْطه، فعفا عَنْهُ. وكان السّلطان محمد كثير الحلم والصَّفْح٢.

غزوة طغتكين إلى طبرية:

وفيها سار طُغتِكين متولّي دمشق غازيا إلى طبرية، فالتقى هُوَ وابن أخت صاحب القدس بغدوين. وكان المسلمون ألفي فارس سوى الرَّجّالة، وكانت الفرنج أربعمائة فارس وألفَيْ راجل. فأشتدّ القتال، وانهزم المسلمون فترجّل طُغتِكين، فتشجَّع العسكر وتراجعوا، وأسروا ابن أخت بغدوين، ورجعوا منصورين. وبذل في نفسه ثلاثين ألف دينار٣، وإطلاق خمسمائة أسير فلم يقنع منه طُغتِكين بغير الإسلام، ثم ذبحه بيده، وبعث بالأسرى إلى بغداد٤.

مهادنة طُغتِكين وبغدوين:

ثم تهادن طُغتِكين وبغدوين عَلَى وضع الحرب أربع سنين.

أخذ الفرنج عرقة:

ثمّ سار طُغتِكين لتسلُّم حصن عرقة، أطلقه لَهُ ابن عمّار لعَجْزه عَنْ حِفْظه، فقصده السّرْدانيّ بالفرنج، فتقهقر عسكر طُغتِكين ووصلوا إلى حمص كالمنهزمين، وأخذ السّرْدانيّ عرقة بالأمان من غير كلفة٥.


١ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٦٤، ٤٦٥"، وتاريخ الزمان "١٣١".
٢ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٦٦".
٣ تاريخ الزمان "١٣١".
٤ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٦٧".
٥ الكامل في التاريخ "١٠/ ٤٦٧، ٤٦٨"، والعبر "٤/ ٣".