للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أفصح وأظهر، لأنّ في سياق الحديث ما يوضَّح ذلك. وهو قوله: فمن صافَحَه فكأنما صافح الله١، يعني هو بمنزلة يمين الله في الأرض.

قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: نبا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْحٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الرُّكْنَ الأَسْوَدَ يَمِينُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، يُصَافِحُ بِهِ عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ.

وَرَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُسْلِمِ بْن هُرمز، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَرُوِيَ بإسناد آخر، عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حسين، عن ابن عباس.

ورواه عبد الرّزّاق، عن أبيه، عن وهْب بن منبّه.

قوله: فإما أن يكون أراد به يمين الله، استغفر الله، حقيقة باعتبار صفة الذّات، فهذا لَا يعتقده بشرٌ، فضلًا عن أنْ يعتقده مسلم، بل ولا يدور في ذهْن عاقل.

وأما قوله: كان يتعسر بالرواية، فكان يفعل ذلك إزراءً على نفسه، وتفويتًا لحظَّة.

وقد رأينا غير واحدٍ من الصالحين يمتنع من الرواية، لكن من فعل ذلك ثقالةً ونكادةً كابن يوسف الإرْبِليّ وغيره من شيوخنا، فهو مذموم.

وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ: تُوُفّي فِي تاسع عشر شوّال، وانقلبت بغداد بموته، وغُلِّقَت الأسواق، وضجّ العوامّ بذِكْر السّنة، ولعن أهل البِدَع. ودُفن بمقبرة الإمام أحمد.

"حرف الفاء":

١١- فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلُوَيْه الرازي٢.

العالمة المعروفة ببنت حمزة.

واعظة مشهورة ببغداد، متعبدة، لها رباط تأوي إليه النساء.


١ حديث موضوع: أخرجه البغوي في شرح السنة معلقًا باب "٢٧"، كتاب الحج، والخطيب في تاريخه "٦/ ٣٢٨"، وابن عدي في الكامل "١/ ٣٤٢"، وفيه إسحاق بن بشر الكاهلي وهو كذاب.
٢ المنتظم "١٠/ ٧، ٨".