للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠- جَرير بن عَبْد اللَّهِ –ع- أَبُو عمرو البَجَلي، الأحْمَسي، اليمني١. وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَنَة عشر، فأسلم في رمضان، فأكرم رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقْدَمَهُ.

وَكَانَ بديع الجمال، مليح الصورة إِلَى الغاية، طويلًا، يصل إِلَى سنام البعير، وَكَانَ نعله ذراعًا.

قَالَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى وجهه مسحة مَلَك" ٢.

وَرُوِيَ عَن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جَرِيرُ يوسف هَذِهِ الأمة٣. اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة، وأقام بنواحي الجزيرة.

رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو زُرْعة بن عمرو بن جَرِيرُ، والشَّعْبِيُّ، وزياد بن علاقة، وأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وجماعة.

تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين عَلَى الصحيح. وقيل: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين.

قَالَ مغيرة: عَن الشَّعْبِيُّ، إن عمر كَانَ في بيت، فوجد ريحًا، فَقَالَ: عزمت عَلَى صاحب الريح لَمَّا قَامَ فتوضأ، فَقَالَ جَرِيرُ: يَا أمير المؤْمِنِينَ أَو نتوضأ جميعًا؟ -فَقَالَ عمر: نِعم السيد كنت في الجاهلية، ونِعم السيد أنت في الإسلام٤.

قَالَ ابن إِسْحَاق: وفيه يقول الشاعر:

لَوْلا جريرٍ هلكتْ بُجَيله ... نِعْمَ الفَتَى وبِئسَتِ القبيلَهْ٥

يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، قَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَلَلْتُ عَيْبَتِي، وَلَبِسْتُ حلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ - قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَن الذكر٦.


١ انظر: الطبقات الكبرى "٦/ ٢٢"، والاستيعاب "١/ ٣٣٧"، وأسد الغابة "١/ ٣٣٣".
٢ حديث صحيح: أخرجه البخاري "٧/ ٩٩"، ومسلم "٢٤٧٥"، وأحمد "٤/ ٣٦٤"، والحميد "٨٠٠"، والترمذي "٢٢٥٨".
٣ إسناده منقطع: وأورده في السير "٢/ ٥٣٥".
٤ إسناده صحيح: لكن يخشى من عنعنة المغيرة، وانظر: الاستيعاب "٢/ ١٤٢"، السير "٢/ ٥٣٥".
٥ الاستيعاب "١/ ٢٣٣".
٦ حديث صحيح: أخرجه أحمد "٤/ ٣٥٩، ٣٦٠، ٣٦٤"، والطبراني "٢٤٨٣" في الكبير.