للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ ابن إِسْحَاق: لَمَّا بلغ هُبيرة إسلام أم هانئ قَالَ أبياتًا منها:

وعاذلةٍ هبّتْ بلَيْلٍ تلَوْمُني ... وتعذلني بالليل ضَلَّ ضَلالها

وتزْعُمُ أني إنْ أطعتُ عشيرتي ... سَأرْدَى وهل يُردِيني إِلَّا زوالُها

فإنْ كنتِ قَدْ تابعتِ دِينَ مُحَمَّد ... وقطعتِ الأرحَامَ منك حبالُها

فكُوني عَلَى أعلى سحيق بهضبة ... ململمة غبراء يبس اختلفوا بِلالُها

١٢٤- أَبُو هُريرة الدوْسي -رضي اللَّه عَنْهُ -ع- ودَوْس قبيلة من الأزد، اختلفوا في اسمه، واسمه عَبْد شمس١.

وَقَالَ كناني أَبِي بأبي هُرَيْرَةَ؛ لأني كنت أرعى غنمًا فوجدت أولاد هِرّ وحشي، فأخذتهم، فلما رآهم أخبرته، فَقَالَ: أنت أَبُو هِرّ.

قَالَ: وَكَانَ اسمي في الجاهلية عَبْد شمس.

وَقَالَ المحرر بن أَبِي هُرَيْرَةَ: اسم أَبِي: عُمَرو بن عَبْد غَنْم.

وساق ابن خُزَيْمة من حديث مُحَمَّد بن عُمَرو بن أَبِي سلمة، عَن أَبِي هريرة عبد شمس، وقال: هَذِهِ دلالة واضحة أن اسمه كَانَ عَبْد شمس، فإِنَّهُ إسناد متصل، وَهُوَ أحسن إسنادًا من سُفْيَان بن حسين، عَن الزّهري، عَن المحرر، اللَّهم إِلَّا أن يكون كَانَ لَهُ اسمان قبل الإسلام٢.

وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ: اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ: عَبْد غَنْم، وَيُقَالُ: سكين.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ: عَبْد غَنْم، وَيُقَالُ: عامر، قَالَ: وسُمي في الْإِسْلَام عَبْد اللَّهِ، وَيُقَالُ: عَبْد الرَّحْمَنِ.

وقد استوعب الحافظ ابن عساكر أكثر مَا ورد في اسمه. وَكَانَ أحد الحُفْاظ المعدودين في الصحابة.

رَوَى عَنْهُ: ابن عَبَّاس، وأنس، وجابر، وسَعِيد بن المسيب، وعلي بن الْحُسَيْن، وعُرْوة، والقاسم، وسالم، وعُبَيد اللَّه بن عَبْد اللَّهِ، والأعرج، وهمام بن منبه، وابن


١ انظر: الطبقات الكبرى "٢/ ٣٦٢"، وأسد الغابة "٥/ ٣١٥"، والاستيعاب "٤/ ٢٠٢".
٢ السير "٢/ ٥٨٧".