للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنَ التَّشْمِيتِ١؟ قَالَ: لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ: فَقَدْ حمدت في نفسي، قال: وقد شتمك فِي نَفْسِي، قَالَ: ارْجِعْ فَلَوْ حَابَيْتَ أَحَدًا لَحَابَيْتَنِي.

مَاتَ سَوَّارٌ فِي آخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

"حرف الشِّينِ":

٩٨- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ٢ –ع- بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ، الْحَافِظُ الْكَبِيرُ عَالِمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.

وقد سكن البصرة من صغره وَرَأَى الحَسَن، وسمع منه. مسائل.

وروى عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ وَجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ وَالْحَكَمِ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَقَتَادَةَ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ وَأَبِي جَمْرَةَ الضَّبْعِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن الكمكدر ومحمد بن زياد القرشي وابن ملكية وعبيد بْنِ أَبِي يَزِيدَ.

وَعَنْهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وهو من شيوخه، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَالْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وَعَفَّانُ وأسد بن موسى والطيالسيان وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْ حَدِيثٍ وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ وَيَقُولُ: هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرفت الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ.

وَقَالَ الْحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالْبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَسَمِعَ مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ شُيُوخُهُ: أَيُّوبُ وَمَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ.

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَقَالَ غيره:

ولد سنة ثمانين.


١ يعني ما منعك أن تدعو لي بالخير كأن تقول لي: يرحمك الله" وهذا معنى التشميت.
٢ تاريخ بغداد "٩/ ٢٥٥"، والتهذيب "٤/ ٣٣٨"، والجرح والتعديل "٤/ ٣٦٩".