للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَن أبيه وعبد الله بْن بسر الصحابي. وعنه بقية وعثمان بْن سعيد بْن كثير ويحيى بْن سعيد القطان ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة. لم يضعف.

٣٤٢- ابن أبي ذئب١ –ع- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن المغيرة بْن الحارث بن أبي ذئب.

واسم أَبِي ذئب هشام بْن شعبة القرشي العامري الإمام أَبُو الحارث الْمَدَنِيّ أحد الأعلام.

روى عَن عكرمة وسعيد مولى ابْن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أَبِي أسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التوأمة والزهري وخاله الحارث بْن عَبْد الرحمن القرشي ومسلم ابن جندب والقاسم بْن عباس ومحمد بْن قيس وخلق.

وعنه يحيى القطان وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي فديك وأبو نعيم وآدم بْن أَبِي إياس وأحمد بْن يونس وعاصم بْن عليّ والقعنبي وأسد بْن موسى وعليّ بْن الجعد وعدد كثير.

قال أحمد بن حنبل: كان شبيه سَعِيد بْن المسيّب، فَقِيلَ لأحمد: خلف مثله؟ فقال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا -رحمه اللَّه- أشدّ تنقية للرجال مِنْهُ.

وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين. وكان من أروع الناس وأفضلهم. ورُمي بالقَدَر وما كَانَ قَدَرِيًّا لقد كَانَ يتّقي قولَهم وُيعَيّبه ولكنه كَانَ رجلا كريمًا يجلس إِلَيْهِ كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يَقُولُ لَهُ شيئًا وإن مرض عاده وكانوا يتّهمونه بالقَدَر لهذا وشبهه، قَالَ: وكان يصلّي الليل أجمع ويجتهد فِي العبادة. ولو قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مزيد من الاجتهاد.

وأخبرني أخوه قَالَ: كَانَ أخي يصوم يومًا ويُفطر يومًا ثُمَّ سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشّى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فِيهِ ويصيّف. وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن لَهُ كتاب. روى هَذَا الفضل بْن سعد عَن الواقدي. وفيه أيضًا قَالَ: وكان يروح إِلَى الجمعة باكرًا فيصلّي حَتَّى يخرج الإِمَام ورأيته يأتي دارَ أَجداده عند الصفا فيأخذ كراءها. وكان لا يغير شيبه.


١ تاريخ بغداد "٢/ ٢٩٦"، والتقريب "٢/ ١٨٤"، وسير أعلام النبلاء "٧/ ١٠٩"، وطبقات خليفة "٢٧٣".