للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر خروج ابن الهِرش في سِفْلة الناس:

وفي ذي الحجّة خرج الحَسَن الهِرش في سِفْلة الناس وخلْق مِن الأعراب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد. وأتى النّيل، وجبى الخراج، وصادر التّجّار، ونهب القرى والمواشي.

استعمال المأمون للحسن بْن سهل عَلَى جميع البلاد المفتوحة:

وفيها استعمل المأمون الحَسَن بْن سهل أخا الفضل عَلَى جميع ما افتتحه طاهر بْن الحسين مِن كُوَر الجبال والعراق والحجاز واليمن.

ولاية طاهر الجزيرة والشام ومصر والمغرب:

وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرَّقَّةِ لحرب نصر بْن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب.

وأمر هَرْثَمَة أن يردّ إلى خُراسان.

ذِكر ثورة أهل قُرْطُبَة:

وفي رمضان ثار أهل قُرْطُبَة بأميرهم الحَكَم بْن هشام الأمويّ وحاربوه لجوره وفسْقه، وتُسمّى وقعة الرَّبَض. وخرج عَلَيْهِ أهل رَبَض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتدّ القتال، وعظُم الخطْب، واستظهروا عَلَى أهل القصر. فأمر الحَكَم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفةً فَنَقبوا السُّور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم مِن وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، ونهبوا الدُّور، وأسَروا وعملوا كلّ قبيح، ثمّ لقوا الحَكَم، فانتقى مِن الأسرى ثلاثمائة مِن وجوه البلد، فصُلبوا عَلَى النهر مُنَكَّسِين. وبقي النَّهْب والسَّلْب والحريق في أرباض١ قُرْطُبَة ثلاثة أيام ثمّ أمّنهم، فهجّ أهل قُرْطُبَة وتفرّقوا أيادي سبأ في الطُّرُق، ومضى خلْق منهم إلى الإسكندرية فسكنها٢.


١ أنحاء أو أرجاء.
٢ انظر: تاريخ خليفة "ص/ ٣١١"، تاريخ الطبري "٨/ ٥٢٧"، البداية "١٠/ ٢٤٠-٢٦١"، النجوم الزاهرة "٢/ ٢٣١"، صحيح التوثيق "٦/ ١٦٠".