للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متقن فقيه.

وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومِن ثقاتهم في الرواية.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.

وقال عُمَر بْن بكّار القافلانيّ: ثنا محمد بْن إسحاق، وعبّاس بْن محمد. قالا: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: كَانَ الْمُعَلَّى بْن منصور الرازي يومًا يُصلّي، فوقع عَلَى رأسه كور الزَّنابير، فما التفت ولا انفتل حتّى أَتَمّ صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدّة الانتفاخ.

وقال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المُسْتَملي: حدّثني سهل بْن عمّار قَالَ: كنتُ عند الْمُعَلَّى بْن منصور، وإبراهيم بْن حرب النَّيْسابوريّ في أيّام خاض الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بْن مقاتل المَرْوزيّ، فذكر للمُعَلَّى أنّ الناس قد خاضوا في أمره.

قَالَ: ماذا؟ قَالَ: يقولون: إنّك تَقُولُ: القرآن مخلوق.

قَالَ: ما قلت، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو عندي كافر.

وقال ابن سَعْد، وجماعة: تُوُفّي سنة إحدى عشرة.

قلت: وقد دخل عَلَيْهِ البخاري سنة عشر فسمع منه شيئًا يسيرًا؛ لأنّه وجده عليلًا.

٤٠٧- مَعْمَرُ بن عبّاد١:

وقيل: معمر بن عَمْرو، أبو المعتمر البصْريّ العطّار المعتزليّ.

مولى بني سُلَيْم وأحد كبارهم ومتبوعيهم.

وكان يَقُولُ: إنّ في العالم أشياء موجودة لَا نهاية لها ولا تُحصى، ولا لها عدد ولا مقدار.

وهذا تكذيب للآية {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار} [الرعد: ٨] ، ولقوله: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: ٢٨] ، وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففرّ إلى بغداد، وبها مات مختفيًا عند إبراهيم بن السندي.


١ طبقات المعتزلة "٥٤-٥٦"، التبصرة "٤٥"، الملل والنحل "١/ ٦٥".