وعنه: مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وأحمد بن محمد البغداديّ، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن عَبْدك القزّاز، وبِشْر بن موسى الأَسَديّ، وغيرهم.
وهو من كبار شيوخ الكوفة، ليّنه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
٤٩٥- أبو الهُذَيْل العلّاف البصْريّ١.
المُتكلّم المُعْتَزليّ، واسمه محمد بن الهذيل. كان من أجلاد القوم ورءوسهم.
زعم بجهلٍ أنّ أهل الجنّة تنقطع حركاتهم حَتّى لا يتكلّمون كلمة، وينقطع نَعيم الجنّة. وأنكر الصِّفات المقدَّسة وقال: عِلْم الله هو الله.
ونقل عنه أبو محمد بن حزم في كتاب "الفصل" أنّه قال: إنّ لمّا يقدر "الله تعالى" عليه آخرًا، أو أنّ لقُدرته تعالى نهاية لو خرج إلى الفعل. وإنّ خرج لم يقدر الله بعد ذلك على شيء أصلا، ولا على خلْق ذرّةٍ فما فوقها. وهذا كفرٌ مجرَّد.
يُروى أنّ المأمون قال لحاجبه: مَن بالباب؟.
قال: أبو الهُذَيْل المُعْتَزليّ، وعبد الله بن أباض الخارجيّ، وهشام بن الكلْبيّ الرافضيّ.
فقال: ما بقي من رءوس جهنَّم أحد إلّا وقد حضر.
وقد نُقل أنّ صاحب التّرحمة شرِب مرَّةً عند صاحبٍ له، فراود غلامًا أمرد في الطّهارة، فضربه الغلام بتورٍ، فدخل في رقبته، وصار مثل الطَّوْق، فاحتاجوا إلى إحضار حدّادٍ حَتّى فكْهُ من رقبته.
أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطّويل صاحب واصِل.
وقد طال عُمُره، وصنَّف الكتب، ونَيَّف على التسعين.
أخذ عنه: عليّ بن ياسين، وغيره.
١ انظر تاريخ الطبري "٨/ ٩٨"، والكامل في التاريخ "٦/ ٥٢١"، والعقد الفريد "٢/ ٣٣٨"، وسير أعلام النبلاء "١٠/ ٥٤٢، ٥٤٣".