مات سنة سبعٍ وعشرين، وقيل: سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
ومن رءوس المعتزلة أيضًا.
٤٩٦- ضِرار بن عَمْرو١.
وإليه يُنْسب الطائفة الضِّراريّة.
وكان يقول: يمكن أن يكون جميعَ من في الأرض ممّن يُظْهِر الإسلام، كُفّارًا كلهم في الباطن، لأنّ ذلك جائز على كلّ فرد منهم في نفسه.
ويقول: إنّ الأجسام إنّما هي أعراضٌ مجتمعة، وإنّ النّار ليس فيها حَرّ، ولا في الثّلج بردٍ، ولا في العَسَل حلاوة، وغير ذلك. وإنّ ذلك إنّما يخلقه الله عند الَّلمْس والذّوق.
وقال المروزيّ: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضِرار عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عُنقه فهرب.
قال حنبل -فيما يحكيه عن أحمد بن حنبل- قال: دخلتُ على ضِرار عندنا ببغداد، وكان مشوَّه الخَلْق، وكان به الفالج، وكان يرى رأي الاعتزال، فكلّمه إنسان، وأنكر الجنّة والنّار.
وقال اختلف العلماء، بعضهم قال: خُلِقا. وبعضهم قال: لم يُخْلَقَا. فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه في الدّار، وخرجتُ فجئت السُّلْطانَ، وكنتُ حَدَثًا، فقلت: هذا الكُفْر وجُحُود القرآن، قال الله تعالى:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}[غافر: ٤٦] .
قال: فأتوا به الْجُمَحيّ، وشهدوا عليه عنده، فصيّر دمه هدْرًا لمن قتله، فاستخفى وهرب.
قالوا: أخفاه يحيى بن خالد عنده حَتّى مات.
قال الذّهبيّ: هذا يدّل على موته في خلافة الرشيد، فينبغي أن يحوّل. وأيضًا
١ انظر العقد الفريد "٣/ ٥٧"، والفرق بين الفرق للبغدادي "٢٠١"، وسير أعلام النبلاء "١٠/ ٥٤٤-٥٤٦".