للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مع ظُلْمه شاعرًا فصيحًا جوادًا ممدَّحا نبيل الرأي. مدَحهُ البُحْتُريّ، وغيره.

ولم يذكره الخطيب.

وذكره ابنُ النّجّار، وأنّه جمع بين الوزارة وكتابة الموفَّق.

وكان آية فِي حساب الدّيوان، حتّى قيل: ما لا يعلمه الْحَسَن فَلَيْس من الدُّنيا.

وكان تامّ الشكل، مهيب البأس، عظيم التَّجمُّيل، سريًّا. وكان خدمه يركبون يوم الجمعة بالجنائب الكثيرة وغلمانه بالدّيباج المنسوج بالذَّهب. فإذا جلي فِي داره وقفت العين على فرش وسُتُور ونحو ذلك بمائة ألف دينار.

وقِيلَ: بل هلك سنة إحدى وسبعين ومائتين.

٥٩- حمّاد بْن إِسْحَاق بْن حمّاد بْن زَيْدِ بْن درهم. أبو إِسْمَاعِيل الأزْديّ الْبَغْدَادِيّ القاضي. أخو إِسْمَاعِيل القاضي١.

كان فقيهًا كأخيه فِي مذهب مالك.

تفقّه على: أَحْمَد بْن المعدّل.

وحدَّث عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنبيّ، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وجماعة.

وصنَّف تصانيف في المذهب.

وعنه: ابنه إبراهيم، والمحاملي، وأبو بكر الخرائطي، وغيرهم.

وثقه الخطيب.

وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله سنة خمسٍ وخمسين وضربه وطوَّف به لشيءٍ بلغ عنه. وعزل أخاه إسماعيل عن القضاء.

توفَّي فِي جُمَادى سنة سبعٍ وستّين ببلد السُّوس، وله ثمان وستّون سنة. وقد ولي قضاء بغداد نوبةً.


١ انظر: تاريخ بغداد "٨/ ١٥٩"، والسير "١٣/ ١٦".