للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨٠- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن فارس١.

الشَّهيد أبو زكريا الذُّهليّ النَّيسابوري. شيخ نَيْسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة.

من القرّاء.

سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة ببلده، وإبراهيم بْن مُوسَى بالرِّيّ، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وسلمان بْن حرب، وعليّ بْن عثمان اللّحقيّ، ومسدَّد بالبصرة، وأحمد بن حنبل، عليّ بْن الْجَعْد، وطائفة ببغداد، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة بالحجاز.

روى عَنْهُ: أَبُوهُ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وإبراهيم بن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأصرم، وآخرون.

وكان لقبه: حَيْكان.

قَالَ الحاكم: حيْكان الشّهيد إمام نيسابور فِي الفتوى والرئاسة، وابن أميرها، ورأس المطَّوَّعة بخُراسان. كان يسكن بدار أَبِيهِ ولكلٍّ منهما فيه صَوْمعة وآثار لعبادتهما.

وكان أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ قد ورد نَيْسابور ويحيى رئيس بها والقرّاء يَصْدُرُون عن رأيه.

وكانت الظّاهرية قد رفعت من شأنه وصيَّرته مُطَاعًا، ولم يُحسِن أَحْمَد الصُّحبة معه، وقصد الوضْع منه. ومع هَذَا فكان أَحْمَد مجتهدًا فِي التّمكُّن من الإمارة والاستبداد والأمور دون عِلْم يحيى، فكان لا يقدر، فَلَمَّا قدِم شِيرَوَيْه تمكَّن. فَلَمَّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. عرض يحيى بضعة عشر ألفًا، وحاربوا قُوّاد الخُجُسْتانيّ وطردهم. وقتلوا أمّ أَحْمَد. فَلَمَّا رجع طلب يحيى وقتله.

سمعت أَبَا عَبْد الله بْن خُزَيْمَة يقول: ما رَأَيْت مثل حيْكان لا رحم الله قاتله.


١ تاريخ بغداد "١٤/ ٢١٧"، والتهذيب "١١/ ٢٧٦".