للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ولاية أَبِي الهيجاء:

وولّى المقتدر أبا الهيجاء الجزيرة والموصل.

ذكر شغب الْجُنْد ببغداد:

ثمّ إنّ الْجُنْد اجتمعوا فشغبوا عَلَى المقتدر، وطلبوا الزيادة وشتموه ونهبوا القصر الملقب بالثريّا، وصاحوا: أبطلتَ حجنا وأخذت أموالنا وجرأت العدو وتنام نوم الجارية. فبذل لهم المال فسكتوا. وجددت عَلَى بغداد الخنادق وأصلحت الأسوار١.

ذكر وفاة الجوهريّ ابن الجصّاص:

وفيها: مات الحسين بن عبد الله الجوهري ابن الجصاص.

وكان ابن طولون قَالَ: لَا يباع لنا شيء إلّا عَلَى يده٢.

وعنه قَالَ: كنتُ يومًا جالسًا في الدهليز، فخرجت قَهْرمانة معها مائة حبة جوهر، تساوي الحبة ألف دينار، فقالت: يحتاج هذا إلى خرط ليصغر فأخذته مسرعًا، وجمعت يومي ما قدرت عَلَيْهِ حتّى حصّلت مائة حبّة من النّوع الصغار، وأتيت القهرمانة فقلت: قد خرطنا هذا، وتقومت عليّ بمائة ألف درهم.

وقد أسلفنا من أخباره لمّا صودر سنة اثنتين وثلاثمائة.

قَالَ التّنُوخيّ: ولما صودر وجد في داره سبعمائة مزمّلة خيزران.

وبلغت مصادرته ستة آلاف ألف دينار. وأطلق بعد المصادرة، فلم يبقَ لَهُ إلا ما قيمته سبعمائة ألف دينار.

وكان مَعَ هذا فيه نوع بله وغفلة. لَهُ حكايات في المغفلين. مرضَ مرة بالحمى فقيل: كيف أنت؟ قَالَ: الدنيا كلّها محمومة. ونظر في المرآة يومًا فقال لرجل: ترى لحيتي طالت؟ فقال: المرآة في يدك.

فقال: الشاهد يرى ما لَا يرى الحاضر.


١ تاريخ سِنيَّ ملوك الأرض "١٥٣، ١٥٤".
٢ البداية والنهاية "١١/ ١٥٦"، والمنتظم "٦/ ٢١١، ٢١٢"، ونشوار المحاضرة "٢/ ٣١٢".