للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسكن دمشق.

وعنه: أبو محمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد بن الناصح، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.

تُوُفّي في شهر جُمَادَى الآخرة.

٨٥ - عُبَيْد الله المهديّ١.

أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عُبَيْد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذَّاب أدعى أنه من وَلد الحسن بن عليّ. والمحققون متفقون على أنه ليس بُحسَيْني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طباطبا العلويّ عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حَسَبي.

تُوُفّي عُبَيْد الله في ربيع الأوّل بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة.

قال أبو حسن القابسيّ صاحب "المخلص" رحمه الله: إنّ الّذين قتلهم عُبَيْد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:

وأحَلَّ دار النحر في أغلاله ... مَن كان ذا تقوى وذا صلوات

ودفن جميعَهم في المُنَسْتِير وحولها. والمُنَسْتِير بلسان الفرنج: المعبد الكبير، وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عُبَيْد الله بضعًا وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضيا، ولكنه زنديق. وحكى الوزير القفطيّ في سيرة بني عبيد قال: كان أبو عبيد الشّيعيّ أحد الدواهيّ. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إنّ الإمام كان بسلمية قد نزل عند يهوديّ عطار يُعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثم مات عبد الله عن ولدين فأسلمّا وأُّمُّهُما على يد الإمام وتزوج بها، وبقي مستترًا والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي به سألت: أي الابنين إمامي بعدك؟ فقال: من أتاك منهما فهو إمامك.


١ الكامل في التاريخ "٨/ ٢٤"، سير أعلام النبلاء "١٥/ ٤١- ١٥١"، البداية والنهاية "١١/ ١٧٩، ١٨٠".