للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: من حكم المريد أن يكون نومه غَلَبه، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة.

وقيل: إنه توفي سنة ثمان وعشرين.

١٠٣ - محمد بن عمر بن حمّاد١.

أبو جعفر العُقَيْليّ الحافظ.

له مصنَّف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين.

قال مسَلَمَة بن القاسم: كان العُقيليّ جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيتُ مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يُخْرج أصله. فتكلّمنا في ذلك وقلنا: إمّا أن يكون من أحفظ النّاس، وأمّا أن يكون من أكذب النّاس. فاجتمعنا واتّفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه فلمّا أتيتُ بالزّيادة والنَّقْص فطِن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت. فانصرفنا من عِنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ النّاس.

قلت: وقال أبو الحسن بن القطان: أبو جعفر مكي الثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدم في الحفظ. تُوُفّي سنة ٣٢٢. سمع: جدّه يزيد بن محمد بن حمّاد العُقيليّ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَريّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن موسى البلْخيّ صاحب عُبَيْد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.

وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصريّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون.

وكان مقيمًا بالحجاز.

تُوُفّي بمكة في شهر ربيع الأول.


١ سير أعلام النبلاء "١٥/ ٢٣٦"، ٢٣٩، تذكرة الحفاظ "٣/ ٨٣٣، ٨٣٤"، الوافي بالوفيات "٤/ ٢٩١".