قَالَ: وأنشدني لنفسه:
زمان الرّبيع زمان أنيق ... وعَيْش الخلاعة عيش رفيق
وقد جمع الوقت حاليهما ... فمن ذا يفيق ومن يستفيق
ويوم ستارَتُه غَيْمُه ... وقد طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْه البُرُوق
عقدنا من النَّدِّ دُخَّانه ... ومن شَرَر الرّاح فِيهِ رحيق
سجدنا لصُلْبان منْشُوره ... وقد نصَّرَتْنا لدَيْه الرَّحيق
فذا أصفر وجِلٌ خائفٌ ... وذا أحمر وكَذَاك العشيق
أدِرْ يا غلام كئوس المُدَام ... وإلا فيكفيك لحظٌ ورِيق
تغنم بنا غفلة الحادثا ... ت فوجه الحوادث وجهٌ صَفِيق
وله فِي سيف الدولة بْن حمدان:
من قاسَ جَدْوَاك بالغَمام فما ... أنصف فِي الحُكْم بين شكلين
أنت إذ جُدْتَ ضاحكٌ أبدًا ... وهو إذا جاد باكيَ العَيْن
وله:
أتاني زائرًا من كَانَ بيدي ... ليَ الهجر الطويل ولا يزورُ
فَقَالَ النّاس لمّا أبصروه ... ليَهْنَكَ زارك القمرُ المنيرُ
مَتَى أرعى رياض الحُسْن فِيهِ ... وعيني قد تضمّنها غَدِيرُ
٣٥٤- سَعِيد بْن عثمان بْن مروان الْقُرَشِيّ الْأندلسي، الشاعر المعروف بابن عَمْرون١، من فحول شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلسي، ومن شعره فِي المنصور، وقد أحسن ما شاء.
ذَكَرَ العَقيقَ ومنزلا بالأبْرَق ... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي
رُدَّت إِلَيْهِ صبابَة رَدَّتْه من ... فرْط التوقُّد كالذّبال المحرِقِ
من لي بمن تأبَى الْجُفُونُ لفَقْدِهِ ... أنْ لا يلتقي أو نلتقي
١ الوافي بالوفيات "١٥/ ٢٤٢".