للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ الطُّوسيّ: كَانَ كثير السَّماع، خَدَم العِلْم وطَلَب العلم لله تعالى، وكان حُكُمُهُ أنْفَذ مِن حُكم الملوك.

وقال ابن النّجاشيّ: لَهُ كُتُبٌ منها: "كتاب يوم الغَدِير"، كتاب "مواطئ أمير المؤمنين"، كتاب " الرَّدّ عَلَى الغُلاة"، وغير ذَلِكَ. تُوُفّي في منتصف صَفَر.

"حرف العين":

١٤- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْن مسافر١. أبو القاسم الهمدانيّ الوَهْراني. المعروف بابن الخرّاز، مِن أهل بَجّانة. حجّ، وأخذ عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن عُمَر بْن شَبُّويْه المَرْوزيّ، والقاضي أَبِي بَكْر محمد ابن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي.

كان رجلًا صالحًا منقبضًا، يتكسَّب بالتّجارة. تُوُفّي في ربيع الأوّل. روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو حفص الزَّهراويّ، وأبو عمر أحمد بْن محمد بْن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وأبو عُمَر بْن سُميق، وغيرهم. قَالَ رحمه الله: لمّا وصلت إلى مَرْو، فذكر حكايةً. وروى عَنْهُ: ابن حزْم أيضًا. وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين. وسمع بمَرْو مِن: ابن شبُّويه. وقد قرأ عَليْهِ ابن عَبْد البَرّ "موطأ ابن القاسم"، بروايته عَنْ تميم بْن محمد التّميميّ، عَنْ عيسى بْن مِسكين، عَنْ سُحنون، عَنْهُ. وقد روى " صحيح الْبُخَارِيّ". عَنْ إبراهيم بْن أحمد البلْخيّ المستملي.

١٥- عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن المهديّ العُبيدي٢. الأمير أبو القاسم ابن عمّ الحاكم ووليّ عهده. لَهُ ترجمة في "تاريخ دمشق"، فمن أخباره أنّ الحاكم جعله وليّ عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التّقليد بذلك بدمشق. ثمّ إنّه قَدِم متوليًا دمشق في سنة عشرٍ وأربعمائة، فرخّص للنّاس فيما كَانَ الحاكم نهاهم عَنْهُ، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكنْ أبغضه الأجنْاد لبُخله، وكاتبُوا فيه الحاكم وحذروا مِن خروجه. ووقع الشّرّ بين الْجُنْد والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنَّهْب والحريق إلى ان طُلب مِن مصر، فسار علي رأس عشرة أشهُر مِن ولايته، ثمّ رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب


١ الأنساب "١٢/ ٢٩٧"، وجذوة المقتبس "٢٧٥".
٢ أمراء دمشق "٥١/ ٦٧"، ورسائل الحكمة "١٨٩، ٢٢٣".