للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صنَّف كتاب "الجامع في اللُّغة"، وهو كتاب كبير. يقال: إنّه ما صنَّف في اللُّغة أكبر منه. وبه نسخةبمصر في وقف القاضي الفاضل. تُوُفّي بالقيروان.

٥٦- محمد بْن الحَسَن بْن محمد١. أبو العلاء البغداديّ الورّاق. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، وأحمد بْن كامل. وبالبصرة: أحمد بْن أحمد بْن مَحْموَيْه، وجماعة.

قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الأوّل.

٥٧- محمد بْن الحسين بْن موسى٢. أبو عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ أبًا، السُلمي جَدًا، لأنّه سِبْط أَبِي عَمْرو إسماعيل بْن بُجير بْن أحمد بْن يوسف السُّلَميّ النَّيْسابوريّ. كَانَ شيخ الصُّوفيّة وعالمهم بخُراسان. سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن عليّ بْن حسْنُوَيْه المقرئ، وأحمد بْن محمد بْن عبدوس، ومحمد بن أحمد ابن سَعِيد الرّازيّ صاحب ابن وَارَة، وأبي ظَهير عَبْد الله بْن فارس العُمري البلْخيّ، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم البردعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النَّسَويّ، وجدّه أَبِي عَمْرو. وكان ذا عناية تامّة بأخبار الصُّوفيّة، صنَّف لهم سُننًا وتفسيرًا وتاريخًا وغير ذَلِكَ.

قَالَ الحافظ عَبْد الغافر في تاريخه: أبو عَبْد الرَّحْمَن شيخ الطّريقة في وقته، الموفّق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التّصوُّف، وصاحب التّصانيف المشهورة العجيبة في عِلم القوم.

وقد وَرِثَ التّصوُّف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتّى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر.

وحدَّث أكثَر مِن أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل،


١ تاريخ بغداد "٢/ ٢١٦"، والمنتظم "٨/ ٦".
٢ الرسالة القشيرية "١٤٠"، وميزان الاعتدال "٣/ ٥٢٣، ٥٢٤"، والأعلام "٦/ ٩٩".