للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.

قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قلَّ ما رَأَيْت مِن أصحاب المعاملات مثل أَبِيهِ، وأمّا هُوَ فإنّه صنَّف في علوم التّصوُّف. وسمع الأصمّ، وأقرانه.

وقيل: وُلِد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطّه عَنْ الصبْغيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. قلتُ: وروى عَنْهُ أيضًا أبو القاسم القُشيري، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو سَعِيد بْن رامش، وأبو بَكْر محمد بن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن سَعِيد التَّفْليسيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وعليّ بْن أحمد المَدينيّ المؤذن، والقاسم ابن الفضل الثَّقَفيّ، وخلْق سواهم.

قَالَ أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ سَأَلَ أبا عليّ الدّقّاق: الذكْرُ أتمُّ أم الفِكْر؟ فقال أبو عليّ: ما الَّذِي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عَبْد الرَّحْمَن: عندي الذكرُ أتمُّ من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالَّذكْر ولا يوصف بالفِكْر. وما وُصف بِهِ الحقّ أتمُّ ممّا أختصّ بِهِ الخَلْق. فاستحسنه الأستاذ أبو عليّ رحمه الله.

قَالَ أبو القاسم: وسمعتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: خرجتُ إلى مَرْو في حياة الأستاذ أَبِي سهل الصُعلوكي، وكان لَهُ قبل خروجي أيّام الجمعة بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن يختم فيه، فوجدتُهُ عند رجوعي قد رفع ذَلِكَ المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذَلِكَ الوقت مجلس القول، والقولُ هُوَ الغناء، فداخَلَنِي مِن ذَلِكَ شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختْم بمجلس القول. فقال لي يومًا: أَيْش يَقُولُ النّاس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجلسَ القرآن ووضعَ مجلس القَوْل. فقال: مِن قَالَ لأستاذه لِمَ؟ لا يُفلح أبدًا.

وقال الخطيب في تاريخه: قَالَ لي محمد بْن يوسف النَّيْسابوريّ القطّان: كَانَ السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصُّوفيّة. قَالَ الخطيب: قدرُ أبي عَبْد الرَّحْمَن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذَلِكَ مجودًا، صاحب حديث. وله بنَيْسابور دُويرة للصَّوفيّة.

قَالَ الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قَالَ: كنتُ بين يدي أَبِي عليّ الدّقّاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السَّماع موافقةً للفُقراء، فقال أبو عليّ: مثله في حالة لعلّ السّكون أَوْلَى بِهِ. امضِ إِليْهِ فستجده قاعدًا في بيت