للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للأصوات الثقيلة في الحروف التي تكونت منها الكلمات، وهي حروف الغين والضاد في الغضب، والشين والياء والطاء في الشيطان، والخاء واللام والقاف والنون والطاء والهمزة والميم والغين والضاد وغيرها في بقية العبارات، وكذلك الوقع الشديد من تكرار الشدات على بعض الحروف في معظم الكلمات، مما يتلاءم مع معاني الغضب والشيطان والنار الثقيلة على النفس والمخيفة للإنسان.

كما تجد التدفق الهادر المخيف في موسيقى العبارات، وتراكم الأبعاد والمسافات الزمانية والمكانية في توازن هذه العبارات وتتابعها في الضغط والعنف على النفس حتى ينقطع "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار من الماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"، فكل عبارة من هذه تنوء بكثرة من الشحنات الموسيقية الثقيلة والبطيئة، الصادرة من كثرة الشدات والمدات في حروف اللين، وبطء الكلمات وثقل الحركات عما يتناسب مع سماحة الغضب ورذالة الشيطان وخبثه وكيده، لذلك كله أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- محذرًا من الغضب، في أحاديث كثيرة منها؛ أن رجلًا قال له: أوصني فقال: "لا تغضب" فردد مرارًا "لا تغضب"، وقال أيضًا: "اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه"، وقال أيضًا: "ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، وقال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} .

القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:

١- يحافظ الإسلام على النفس والجسد في الإنسان، فيجب على الإنسان أن يكون لطيفًا راضيًا لا عنيفًا متمردًا، وأن يكون هادئًا متأنيًا، لا ثائرًا عجولًا، وغير ذلك مما يحفظ عليه روحه ونفسه الصافية، وجسده القوي "فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف..".

<<  <   >  >>