الصائم والمفطر، ولا بين الذكر والأنثى، ولا بين الصغير والكبير، ولا بين المكلف والمميز غير المكلف، حتى يصير عادة له كما في حديث الصلاة:"أؤمروه لسبع واضربوه عليها لعشر"، ومنها الصورة البلاغية في "لم يدع" لا "لم يترك"؛ لأن من معانيها الوداعة والرفق والحب والميل القلبي، ولا يكون ذلك إلا عن إيمان وحب وإخلاص، ابتغاء مرضاة الله عز وجل، سواء في ترك الزور والعمل به، أو ترك الطعام والشراب، ومنها الصورة البليغة في التعبير "بحاجة" منكرة لإفادة التنويع، لأن الله تعالى غني عن عباده، لا يحتاج شيئًا مطلقًا صغيرًا كان أو كبيرًا، فجند الله تعالى كثير من غير الأناسي، يسبحون بحمده على الدوام كالملائكة لا يفترون، بل يسبح له كل ما في الكون:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} ، ومنها الصورة الفنية المستمدة من موسيقى التزاوج بين القول والعمل، وبين الطعام والشراب، لأن الإسلام عقيدة وعمل، وقول وسلوك، فكمال الصيام لا يتم إلا بترك المنهيات والمحرمات من الطعام والشراب، وقول الزور والعمل به وهو أقبح المنهيات لفظاعته.
التصوير الفني في بلاغة الأسلوب البياني المستمد من الصور الخيالية، التي تحرك المشاعر والعاطفة، وتستقر في العقل والوجدان، منها ذلك التشخيص الحي في صورتين أدبيتين بليغتين، وذلك بتشخيص قول الزور والعمل به بشخص له إرادة في قول "يدع" فيتعامل بها مع الصائم، ويتفاعل معه فيقاومه بالترك أو بعدمه، فقد ينتصر أحدهما على الآخر في صراع ومقاومة، وكذلك صراع النفس وهواها مع قوام حياته من الطعام والشراب، فلا يستغنى عنه بحال، فهو من ضروريات الحياة وبدونهما يكون الهلاك والموت، ومنها الصورة البليغة في التوازن الموسيقي بين جملتي الشرط: وهي "من لم يدع قول الزور والعمل به" وبين جواب