من الرحلات المتداولة المطبوعة، رحلة أبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير بالسراج، والملقب ابن مليح، هذه الرحلة اسمها:(أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب) يعني ابتدأت من المغرب إلى أن انتهت بمدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب، ويظهر من العنوان أنه قصد في رحلته النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأيضاً هي رحلة فيها الكلام عن مكة بما تحتويه من مشاعر، وفيه أيضاً الحديث عن المدينة النبوية، ولا يسلم الكتاب مما وجد في سوابقه من التصوف والتعلق بالآثار.
وعلى كل حال الرحلة هذه مطبوعة، وفيها فوائد وفيها نفس علمي وآداب وأشعار، لكن ليكن القارئ منها على حذر.
من الرحلات: رحلات للمعاصرين ومنها:
من أهمها لا سيما في الناحية التاريخية كتاب كبير في مجلدين اسمه:(مرآة الحرمين) أو (الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية) وهذه مهمة، فيها وصف دقيق لكثير من المشاعر، وفيه أيضاً صور فوتوغرافية لكثير مما يحتاجه من يريد أن يقف على هذه المشاعر، لا سيما أن هذه الرحلة متقدمة يعني صار لها أكثر من ثمانين سنة، هذه الرحلة ألفها اللواء: إبراهيم رفعت باشا، وهي مطبوعة في مجلدين، وفيها أخبار ونكات وطرائف أدبية وتاريخيه، وفيها أيضاً شيء من المخالفات، لكنها في الجملة فيها فوائد، فليكن القارئ فيها على حذر.
هنا أيضاً: الرحلة الحجازية، يقول مؤلفها: الرحلة الحجازية لولي النعم الحاج عباس حلمي باشا الثاني، بقلم محمد لبيب البتنوني هذه ألفها الخديوي، خديوي مصر الحاج عباس حلمي، وفيها أيضاً فوائد، وفيها إحصائيات، وصور، وفيها أيضاً مخالفات، فيها اعتماد لبعض طقوس المتصوفة، وما يصاحب المحمل من منكرات فيها إقرار لهذا كسابقتها، أيضاً مرآة الحرمين فيها عناية بالمحمل وفيها، أيضاً ذكر لبعض المسائل الفقهية على المذاهب الأربعة، على كل حال لا نطيل في مثل هذه؛ لأنها أشبه ما تكون إلى كتب التاريخ.