ويبدأ من صفحة ٣٨٥ دخوله مكة المشرفة إلى أن خرج من المدينة في صفحة ٥٣٢ يعني مائة وخمسين صفحة، وفيها فوائد كثيرة، فيها فوائد علمية وفيها مبالغات وفيها غلو، ولا تسلم.
ويعنى برحلته بوصف الآثار من المساجد والأودية والجبال والآبار وغيرها ومن لقيه من العلماء، وسمة التصوف ظاهرة في الكتاب.
بعد هذا الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي المتوفى سنة تسعين وألف، وتقع في مجلدين طبع على الحجر بالمغرب، وأعيد طبعه بالأوفست في المغرب أيضاً سنة ١٣٩٧، ويبدأ دخوله مكة من صفحة ١٩١ من الجزء الأول وينتهي بنهايته، والتعامل مع هذه الطبعة في غاية الصعوبة لغير المغاربة، طبعة حجرية على الحرف المغربي العتيق، فالاستفادة منها ضعيفة جداً.
وهذه الرحلة لا شك أن الصبغة فيها كسابقتها، تعنى بالمشاهد والمزارات والقبور، ومن لقيهم من العلماء ويترجم لهم، ويطيل في تراجم أهل العلم، ويذكر ما أفاده منهم وما أفادهم به، وعلى كل حال هي رحلة فيها فائدة، لا تسلم من فائدة، لكن ليكون القارئ على حذر.
من الرحلات المشهورة عند أهل العلم، رحلة اسمها:((الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر الحجاز) تأليف: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي الصالحي النقشبندي القادري المعروف النابلسي، صوفي مغرق في التصوف، ولد في دمشق في خمسة ذي الحجة سنة ١٠٥٠هـ.
من كتبه: دواوين المدائح النبوية وغلا فيها غلواً شديداً، ومن كتبه أيضاً: جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص، وهذا يعبر عن اتجاه المؤلف؛ حيث شرح فيها فصوص ابن عربي الذي قرر فيه وحدة الوجود.
نشرت صورتها الخطية بتقديم وإعداد الدكتور/ أحمد عبد المجيد هويدي، سنة ١٩٨٦م، أطال المصنف في ذكر المشاهد والقبور والآثار، وفيه فوائد علمية وأدبية كثيرة جداً، لكن فيه من الغلو ومما يجب أن ينتبه له طالب العلم.