بعد أن نحرر محل النزاع، فنقول: هي بعض آية من سورة النمل إجماعاً، وليست بآية من سورة التوبة اتفاقاً، والخلاف فيما عدا ذلك، فمنهم من يرى أنها آية من كل سورة من سور القرآن، وعلى هذا يختلف العد في آيات السور، فمن قال سورة القارعة إحدى عشرة عد البسملة، ومن قال: عشر لم يعد البسملة، وهذا الاختلاف في العدد مبني على الاختلاف في عد البسملة آية أو ليست بآية؟ فمنهم من يرى أنها آية من جميع ما ذكرت معه من السور، ومنهم من يرى أنها ليست بآية مطلقاً، ومنهم من يرى أنها آية من سورة الفاتحة فقط، ومنهم من يرى أنها آية واحدة نزلت للفصل بين السور، والفرق بين هذا القول وبين قول من يقول: إنها آية من كل سورة ذكرت قبلها أننا نعد البسملة آية واحدة من القرآن، إضافة إلى ما جاء من سورة النمل، أو مائة وثلاثة عشرة آية، وعرفنا أنه يترتب على هذا الاختلاف في عد الآيات، ولذا يستغرب بعض الناس حينما يقال: الفاتحة سبع آيات، الفاتحة ثمان آيات، منهم من يقول: الفاتحة ست آيات، فهذا مبني على اعتبار البسملة آية أو ليست بآية؟ إضافة إلى قرن الآيتين في آخرها، هل هما آية واحدة أو آيتان؟ والقول المقرر المحرر الذي يدل عليه الدليل أنها سبع آيات، {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} [(٨٧) سورة الحجر] وهي الفاتحة.
بعد هذا يقول الله -جل وعلا-: {الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ} [(١، ٢) سورة القارعة] {الْقَارِعَةُ} الوقف على هذه الآية حكمه، أنتم تسمعون كثير من القراء:{الْقَارِعَةُ} [(١) سورة القارعة]، {مَا الْقَارِعَةُ} [(٢) سورة القارعة] {الْحَاقَّةُ} [(١) سورة الحاقة]، {مَا الْحَاقَّةُ} [(٢) سورة الحاقة] حكم الوقف على الآية الأولى؟ أو نقول:{الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ} [(١، ٢) سورة القارعة]؟